الكتاب الضجّة: البيت في ساحة عرنوس

   قبل كل شيء، أودّ أن أعترف أنني كنت الناشر الأول لقصة البيت في ساحة عرنوس للدكتورة سمر العطّار.. لأنني وجدت فيها مادة إنسانية حيّة يجب أن لا تدفن في قعر الأدراج.. ولا أن تستغيث من أجل أن ترى النور.
   ولكنني، في نفس الوقت، قلّبت الناس، من حيث لا أدري، على الدكتورة الصديقة، ودفعت ببعض الزملاء لبري أقلامهم من أجل مهاجمتها.. وما افتتاحية جريدة (الوطن) المقفلة التي كتبها الزميل موريس عبيد في ذلك الوقت إلا دليل على صحة ما أقول.
   وإليكم العبارة التي أقامت الدنيا ولـم تقعدها  بعد:
"وكانت أختي ريما قد اشترت سيارة صغيرة عقب تخرجها من الجامعة. ولـم يكن آنذاك إلا قلّة قليلة من النساء اللواتي يقدن سيارة في المدينة، ولذلك فإنها كانت تتعرّض دائماً لأبشع التعليقات كلّما توقّفت أمام إشارة ضوئيّة:
ـ شوفير بلا إير
   كان بعض الرجال يقولون لها بصوت عالٍ واضعين أيديهم المفلطحة على زجاج السيّارة. وكانت ريما تكزّ على أسنانها، وتقول في سرّها:
ـ يلعن أبو هالبلد".
   ولا أغالي إذا قلت أن جرأة سمر في هذا الكتاب هي التي دفعتني إلى نشره، والفرحة تغمر قلبي.. وأعتقد أن الصديق جوزاف بو ملحم، صاحب راليا برس الشهيرة، قد أعاد طباعته مرة ثانية، بسبب الجرأة التي تتمتع بها هذه المرأة العربية القدوة.. ومن يدري فقد يسبب لها (هجمة شرسة) تنسيها الأولى.
   ولكي تتعرفوا أكثر على هذه المرأة التي لا تقود (السيارة) كي لا تسمع ما سمعته أختها ريما.. نخبركم انها ولدت في مدينة دمشق في أربعينات هذا القرن، ودرست في جامعتها.. بعدها انتقلت إلى كندا والولايات المتحدة لتحصل عام 1973 على دكتورة في ألأدب المقارن.
   مؤلفاتها عديدة، أشهرها (لينا، لوحة فتاة دمشقية) التي ترجمت إلى الانكليزية ونشرت في الولايات المتحدة.
   متزوجة من البروفسور جيرهارد فيشر، مؤرخ وناقد أدبي ألماني، ولهما بنت واحدة اسمها لينا، وهي في السابعة عشرة من عمرها.
   أخيراً، يجب التنويه ان الطبعة الثانية من الكتاب جاءت أنيقة، وتتشاوف على معظم الكتب الصادرة في العالـم العربي.. فاحصلوا عليها من (راليا ـ برس)، وتنعّموا بجرأة الدكتورة سمر العطار النادرة.
**