عبد الوهاب البياتي

   كنت أجلس وحيداً أمام فندق الشيراتون، أنتظر إقلاع الباص للذهاب إلى قاعة الرشيد الكبرى، لألقي قصيدتي (أرض العراق.. أتيتك)، وفجأة صعد إلى الباص رجل خمسيني يكلل الشيب مفرقيه، وجلس بجانبي، وهو يبتسم لي، فقلت له بعد أن أذهلني وقاره:
ـ ألله بالخير.. شربل بعيني من أستراليا.
ـ يا مرحبا.. عبد الوهاب البياتي من العراق.
ـ أأنت عبد الوهاب البياتي؟!.. ألله كم أنا مشتاق لرؤيتك، والتحدث إليك، وها أنت تجلس بقربي على أهون سبيل.
ـ أشكرك.. شعراء المهجر دائماً يفكرون بنا.. أهلا بكم.
ـ والله يا أستاذ أحب أن أقول شيئاً..
ـ تفضل..
ـ على الأمة العربية واجب تكريمك، فلماذا كل هذا التأخير؟
ـ (...)
ـ سأرسل لك ما سأكتبه عنك في النهار الأسترالي..
ـ ولمن هذه الصحيفة؟
ـ للأستاذ بطرس عنداري..
ـ إذن، توجد نشاطات أدبية في أستراليا.
ـ هناك رابطة إحياء التراث العربي التي توزّع (جائزة جبران العالمية) كل عام، كما أنها تقيم الندوات الشهرية لدراسة الأدب المقيم، ولتشجيع الأدب المهجري أيضاً.
ـ عظيم.. ها قد وصلنا..
فمن هو هذا الشاعر العربي الكبير؟
ولد عبد الوهاب البياتي في مدينة بغداد عام 1926، وتخرج من دار المعلمين عام 1950 ليعمل مدرساً ثانوياً.
صدر ديوانه الأول (ملائكة وشياطين) عام 1950، ثم توالت أعماله بعد ذلك.
فصل من عمله في مجلة الثقافة الجديدة، واعتقل عام 1954، ثم ترك العراق إلى سوريا فلبنان.. فمصر.
عاد إلى وطنه عام 1958 ليعمل مديراً للتأليف والترجمة والنشر بوزارة المعارف العراقية، أما الآن فهو المستشار الثقافي لبلاده في مدريد.
مثّل العراق في أكثر من مهرجان دولي.
**